أهم الاستراتيجيات العلمية الفعّألة لحفظ وتذكّر المعلومات بسهولة
حفظ المعلومات وتذّكرها، من أهم التحديات التي تواجه الطلاب بل والناس، حيث تعد تذكّر المعلومات المهمة أو ربطها، أو استدعائها وقت الحاجة إليها من أهم الأمور التي تشكل صعوبة كثيرة، لكثرة المعلومات والمدخلات الانشغالات التي في العقل، لكن هناك الكثير من الاستراتيجيات التي تساعد على تذكّر المعلومات بصورة فعالة، واستدعائها في الأوقات الحرجة الامتحانات أو غيرها من المواقف. نقدّم إليك أهم هذه الاستراتيجيات المثبتة علميًا.
من أجل فهم عملية الحفظ وكيفية تثبيت الحفظ والمعلومات في الذاكرة علينا أن نفهم كيف تعمل الذاكرة؟، فالذاكرة هي الأساس وهي السجل المسئول عن حفظ المعلومات في المخ. وبحسب كتاب "كيف تعمل الذاكرة" الذي نشرته جامعة هارفارد، ذكر أنّ هناك ثلاثة عمليات رئيسية لعمل الذاكرة: التشفير والتخزين والاسترجاع.
التشفير: يشير إلى كيفية تعلمك وفهمك للمعلومات. عند الربط بين المعاني والمشاعر، والتي يشار إليها بالتشفير الدلالي، فمن المرجح أن تتذكرها لاحقًا.
التخزين: ويُعنى به مقدار المعلومات التي يتم حفظها في دماغك، وأين، وإلى متى. هناك نوعان من مخازن الذاكرة المميزة بشكل شائع: الذاكرة قصيرة المدى (STM) والذاكرة طويلة المدى (LTM).
الاسترجاع: يشير إلى كيفية الوصول إلى المعلومات في ذاكرتك.
تختلف استرجاع المعلومات وفقًا لنوع الذاكرة التي يتم تخزين المعلومات بها، حيث تشير ذاكرتك قصيرة المدى إلى المكان الذي يخزن فيه دماغك المعلومات مؤقتًا، من حوالي 15 إلى 30 ثانية، قبل أن يتم رفضها أو نقلها إلى ذاكرتك طويلة المدى.
أمّا المعلومات في ذاكرتك طويلة المدى، يتم تخزين المعلومات بها من خلال أربعة طرق: التذكر، والتجميع، والتعريف، وإعادة التعلم. تعتمد كيفية استرجاع دماغك للمعلومات على مدى توفر الأدلة أو المحفزات الخارجية أو عدم وجودها.
هناك العديد من أدوات التذكر التي تعمل بها في حياتك اليومية، التي تساعدك على الاحتفاظ سواء كنت مدركًا لها م لا، لكنها هي طريقتك في حفظ المعلومات الأساسية، أهم هذه الطرق هي:
المختصرات والأحرف الأبجدية
استخدام المختصرات والأحرف الأبجدية في الحفظ والتذكر، ترجع إلى جمع المعلومات من غير جملة، كل بداية كلمة بحرف يعبّر عن المعنى المراد حفظه، وهي طريقة قديمة تم جمعها في صورة أبيات في بعض العلوم قديمًا، وحديثًا تم اعتبارها من أهم الأسباب في الحفظ وتذكر المعلومات.
مثال: لتذكر أسماء الكواكب في النظام الشمسي، يمكنك استخدام هذه الطريقة، من خلال إنشاء جملة تبدأ كل حرف منها باسم من أسماء الكواكب الشمسية.
تذكّر بالموسيقى
هي طريقة تجميع المعلومات والكلمات في صورة كلمات بلحن، يسهل تذكرها خاصة لو كان اللحن مألوفًا لك، وهذه من الطرق التي يتذكر بها العقل المعلومات بسهولة.
استخدم القافية للتذكّر
مثل التذكر بالموسيقى، تعد هذه الطريقة من أساليب حفظ المعلومات من خلال القوافي والنغمات المميزة لديك، عن طريق إنهاء كل سطر بقافية لمساعدتك في الاحتفاظ بالمعلومات. هناك بعض الطلاب حديثًا لجأوا أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في عمل قوافي، أو حفظ المعلومات والتفريق بينها بكل سهولة. مثل الطالبة التي سألت شات جي بي تي عن كيفية التفرقة بين الأسمنت والخرسانة، فكان الرد، أن الأسمنت والخرسانة مثل الكعك أحدهما مكّون والآخر يصنعها، الأسمنت هو المسحوق الذي يربط الكعكة بإحكام، بينما الخرسانة هي الخليط قوي.
التقطيع
أداة أخرى للتذكر تتضمن تجميع أجزاء فردية من المعلومات، مثل سلاسل طويلة من الأرقام في مجموعات أكبر يسهل تذكرها. مثل أن تتذكر رقم هاتف بقراءته بصوت عالي على رقمية وليس بصورة منفردة كل رقم على حدى. أي بدلًا من أن تذكر واحد وخمسة، تذكر واحد وخمسين وهكذا.
إنشاء منزل أو قصر الذاكرة
تعد تقنية الذاكرة القصيرة، أحد وسائل التذكر الشائعة، تتضمن هذه التقنية رسم خريطة ذهنية لمساحة مألوفة لك، سواء منزل أو مكان ما، وعمل خريطة ذهنية للمعلومات، تتنقل بين هذه المساحات المادية لتذكر المعلومات بسرعة عند الحاجة إليها.
على الرغم من أن هذه التقنية قد تبدو غريبة بعض الشيء، إلا أنها فعالة للغاية. هذه الطريقة هي التي اعتمد عليها بطل الذاكرة الأمريكي نيلسون ديليس، حيث يستخدم تقنية قصر الذاكرة لمساعدته على تذكر مجموعة كاملة من البطاقات بسرعة، بالتسلسل.
تعد قراءة المعلومات طريقة مفيدة لحفظ أي شيء بسرعة، لأنها تجبرك على التفاعل بشكل نشط مع المعلومات، بدلاً من استيعاب كل شيء بشكل سلبي، مما يؤدي إلى زيادة قدرتك على التذكر واسترجاعها لاحقًا.
على الرغم من أن كتابة ملاحظاتك قد تكون أسرع وأكثر الطرق التقليدية التي يعتمد عليها الكثير، خاصة إذا كان عليك أن تحفظ الكثير من المعلومات، وهي من أهم الأدوات الفعّالة، الكتابة بالورقة والقلم.
في دراسة أجريت عام 2014، قام الباحثون بدراسة تأثير كتابة الملاحظات اليدوية من تلخيص إعادة صياغة والخرائط الذهنية، على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات مقارنة بكتابتها عبر جهاز الكمبيوتر. خرجت النتيجة بأن الطلاب الذين قاموا بتدوين الملاحظات يدويًا، لديهم قدرة أفضل على الاحتفاظ وفهم المواد، مقارنة بأولئك الذين قاموا بتدوين الملاحظات على جهاز كمبيوتر.
التكرار المتباعد هي طريقة حفظ المعلومات من خلال مراجعتها على فترات متباعدة، لكي يتم دمج تلك المعلومات في الذاكرة طويلة المدى. إليك طريقة بسيطة لتطبيق هذه التقنية. إذا كنت تتعلم لغة أخرى وتحتاج إلى مساعدة في تذكر المفردات الجديدة. اكتب الكلمة بلغتك الأم على بطاقة تعليمية. أو لجعل الأمر أكثر متعة ارسم صورة للكلمة. ثم قم بمراجعة البطاقات التعليمية يوميًا. عندما تصبح أكثر اتساقًا في تذكر كلمات مفرداتك الجديدة، يمكنك زيادة الوقت بين المراجعات من يوميًا إلى أسبوعيًا إلى شهريًا.
يمكنك أن تستفيد من قوة الصوت وسرد القصص في الحفظ، حيث يؤدي ذلك إلى إنشاء وصلات أقوي مع المعلومات التي تحاول تذّكرها. مثل: تحويل صوت الأسماء إلى صور. إذا كنت تواجه صعوبة في تذكر أسماء الأشخاص، فحاول ربط أسمائهم بصورة.
تعد تقنية تعليم الغير أو مشاركة الغير ما لديك من معلومات من التقنيات المهمة في حفظ المعلومات، وضمان استمرارا وثباتها في الذاكرة لمدة طويلة. لأنك تشرح المفاهيم التي تعلمتها بكلماتك الخاصة. وهي طريقة إعادة الصياغة وإضافة معنى للمعلومات كلها تساعد في تشفير المعلومات في ذهنك.
العناية بالصحة الجسدية العقلية من أهم عوامل حفظ المعلومات وتذّكرها، وأهم التقنيات التي تساعدك على الاهتمام بجسدك، الحصول عل نوم مناسب، هناك علاقة مباشرة بين النوم والإنتاجية، وقدرتنا على استيعاب معلومات جديدة.حاول قدر الإمكان أن تحصل على ما بين ست إلى ثماني ساعات من النوم العميق، يساعد ذلك على إعادة ضبط عقلك، مما يسمح لك بالاستيقاظ وأنت تشعر بالاستعداد للحصول على المزيد من المعلومات.
مثلما أن النوم مهم لصحتك الجسدية والعقلية، كذلك فإن الركن الآخر للصحة: ممارسة الرياضة.
إن تحريك جسدك بانتظام، يمكن أن يعزز من ذاكرتك بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال تقليل القلق والتوتر، ويحسن نوعية نومك. حيث يؤثر عدم الاهتمام بالحركة البدنية على الضعف الإدراكي، أمّا تحرّك الجسم يحسّن من تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى دماغك، يحافظ تدفق الدم هذا على عمل دماغك بشكل صحيح، والذي يتضمن معالجة المعلومات وتخزينها.
يمكن للأدمغة البشرية تخزين ما يعادل 2.5 مليون جيجابايت من الذاكرة، لكنك تحتاج أن تهتم بتقليل الضغط المعرفي على عقلك، من خلال كتابة الاستغناء أو كتابة المعلومات التي لا تحتاج لتذكرها دائمًا مثل الأرقام أو كلمات السر، أو غيرها من المعلومات التي ربما تضغط على ذاكرت وتحجب عنك أن يعمل بكامل طاقته ي حفظ المعلومات الهامة.
10- اختبر نفسك
فاجيء نفسك أثناء المذاكرة بتذكر معلومة قد حفظتها، قد تكون ذات صلة بما تذاكره فتصنع معها تسلسلًا يضمن ثبات القصة في ذهنك، لكن احذر من مراجعة المعلومات بالنظر إليها وقرائتها سريعًا اعتقادًا منك أنك تتذكرها، بل اسمح لعقل أن يتذكر هو وستتفاجئ أنه يحفظ إذا احسنت إدخال المعلومات إليه بطريقة صحيحة منظمة.
هناك طريقة أخرى لاختبار ذاتك وهي طرح الأسئلة، اطرح الأسئلة على نفسك واجبر نفسك على تذكرها دون النظر إلى الإجابة، سيمكنك ذلك من تحديد المناطق التي تجد فيها صعوبة، بعدها يمكنك الاستعانة بإحدى حيل الذاكرة لتساعدك على حفظها، أيضا، تجنب اختبار نفسك فور محاولة حفظ شيء ما، انتظر بضع ساعات، أو حتى يومًا أو يومين، لترى ما إذا كانت عالقة بالفعل في ذاكرتك.
الحفظ والتذكر من أهم المهارات، التي تساعدك على اختصار الوقت وتحقيق المزيد من النجاح، مع قطع وسائل التشتت الذهني، من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من القواطع، التي تؤثر على مستوى الذاكرة، تجعل جودة مذاكرة وحفظك وتذكرك جيدة.